الأحد، 20 مايو 2012


القضية التاريخية :

العصور المظلمة : هي فترة من فترات العصور الوسطى في اوروبا ، ونعني بـ كلمة مظلمة هو غياب المعرفة خلال تلك الحقبة ،  ويعتبر عهد العصور الوسطى من اشد واظلم العصور في تاريخ البشرية ، حيث انه بدأ في 350 م واستمر حوالي الف ومئة سنة .

وهنالك العديد من الاسباب التي ادت إلى العصور المظلمة في اوروبا كـ التراجع بالعلم ، وانشقاق وتفكك الإمبروطورية  الرومانية وتقسيمها الى مملكات صغيرة ، ومن اهم اسباب العصور المظلمة هو دور الكنيسة الكاثوليكية  حيث عانى الإنسان خلالها  من عدم الحقوق وعدم المرونة واعتمد فيها  مكان الفرد على الطبقة الثابتة التي ولد فيها لأنه لم يكن بوسعة التحرر منها.  وعندما اضمحلّ نفوذ الكنيسة ارتفع مكان الفرد إرتفاعاً قوياً في المجتمع. أدى هذا فيما بعد إلى الاعتراف بالإمكانيات الفكرية التي يملكها الإنسان
وكان لها دور كبير في إحتكار متطلبات الشعب وكان هدفها ان تكون هي مصدر كل شيء في اوروبا واي مصدر اخر كان يرفض ويهاجم
نلاحظ ان الكنيسة رفضت تقبل الأفكار وهاجمتها ، وبدايه السقوط تكمن في قمع حريات الافراد ، وقتل افكارهم .
وبنظري لو قامت الكنيسه ببعض من التفكير العميق لما اضطرت الى ممارسة التخلف في رفض الافكار ، والظلم الذي بذر منها ، وكان من الممكن ان تكون على قدر من المسؤوليه بما انها من اهم المراجع الدينيه لـ الشعب الاوروبي ومن اهم المؤثرات في البلد .
ومن الممكن ان يتغير مسار القضية الى مسار ايجابي لو انها اجتنبت السابق ، حينها قد يكون لها مكانة دينية عظيمه بين الشعب الاوروبي ، وانت تكون مصدر ثقة لهم ،  ولو احترمت العلماء واهل العلم لكانت اهم الاسباب التي ادت الى انتشال اوروبا من العصور المظلمة .
في ذلك الحين حينما كانت تعاني اوروبا في جهل شديد ، وتراجع على جميع الاصعده ، كانوا العرب في قمه نجاحاتهم وفتوحاتهم ، وكان لهم دور كبير في تزويد  اوروبا بالعلم وانتشالها من العصور المظلمه التي تعيشها . 
في عالمنا العربي وفي الوقت الحالي تعاني بعض الشعوب  من قمع الحكومات لحرياتها ، ورفضها لـ ان يساهموا في ابداء رايهم وطرح افكارهم المضاده على الساحة ، وقد يكون هذا سبب رئيسي  لدخول بعض الدول الى عصور مظلمة كما حدث في اوروبا سابقا .. 

اختيار التخصص



القضية المعاصرة :

يعاني الشباب العربي، من سوء شديد في عملية  التعرف على الذات وتحقيقها ، ودائما مايتردد على مسامعنا " انا حاس اني في المكان الخطأ " او " انا مو مستمتع بالعمل الي اقوم به " ويعود ذلك الى بدايات تأسيس المستقبل للفرد بشكل اخص حينما قام بـ اختيار تخصصه الجامعي الغير مناسب له . 

للاسف مازال العالم العربي يقيم التخصصات الجامعية  على حسب مسماها ، ويغض النظر عن التوافق بينها وبين اهتمامات الفرد ، فـ كلنا نشهد على المعاناة السنوية التي يمر بها  طالب الثانوية العامة حينما تحين ساعة الصفر و يكلف بـ اختيار تخصصه ،  فتجده يضع نصب عينه التخصصات التي سـ تُخرجه بـ لقب يسبق اسمه او ماشابه ..  او تقليد اعمى لما سبقوه ، وهذا التقليد يعتبر مذموم لان فيه محو لـ الشخصيات .

و بنظري يجب ان يفهم العالم العربي ان لا يوجد قسم فاشل ، لان الانسان هو الذي يصنع نفسه وليس قسمه الذي يصنعه .. ولا بد ان نأخذ بعين الاعتبار حاجة سوق العمل لـ التخصص ولكن ليس على حساب رغباتنا وميولنا ..

في كل مره نسيء اختيار تخصصاتنا فـ نحن نحرم انفسنا من الإنسجام الذاتي الذي نشعر فيه بتواجدنا بين حدود علم يعجبنا ، من كل  مره نسيء الاختيار فـ نحن نحرم انفسنا من لذه الانجاز والابداع التي قد تصدر مننا ..

وحينما نفكر بـ اعماق القضيه فبنظري هذي المشكله لا تعتمد على الطالب وحده ، بل  النظام التعليمي في الدولة ، والاسرة يُحملون الكثير من المسؤولية .
لو افتضرنا ان هناك نظام تعليمي مدروس يهيئ الطالب من بداية مراحل التعليم الثانوي على التجربة في مجالات مختلفه ويدرس في  كل سنة اساسيات علوم مختلفه   كـ الهندسة ، والفلسفة ، والفن ، والعلوم ، والادارة ، والكتابة ، والأدب ...الخ   ويركز على العامل العملي فيها كما يركز على العامل النظري ، بعد ذلك يكون بـ امكان الطالب بعد البحث والتجربه ان يختار تخصصه بطريقه سليمة ومناسبة له .
اذا كان صعب على الدولة ان تقوم بـ نظام تعلمي مشابها لما ذكرته ، فـ هنا ياتي دور الأسره فهي مكفلة على ان تساعد ابنها في اختيار تخصصه عن طريق اخضاعه من عمر مبكر في مجالات مختلفه ليتبين لهم وله ماهو ميوله واين تكمن نقاط قوته .