مقال البناء والتجميع

                                                   مقال البناء والتجميع

حينما نرى تنوع الأفكار في العالم  والأساس الذي قامت عليه ، لنسبنا هذا التنوع الى طبيعة تفكير الفرد ، والبيئة التي تأثر بها ،  فمن غير المنطقي ان يتشابه سكان العالم بِأفكارهم ومتطلباتهم وذلك يدل على ان تنوع الثقافات والاهتمامات التي يعيشها  الفرد لها تأثير على تفكيره والافكار الناتجة عن ذلك التفكير . 

لذلك عُرف البناء الفكري على انه :

 تحصيل وتراكم المعرفة لتفرز اخلاقا وحكمة وخبرة ومهارة في التعامل مع البيئة ، والمعرفة المطلوبة التي تشمل فهم الحق واصول النظر في الكتاب والسنة ، وفهم علوم العصر وطبيعته .

البناء الفكري  من وجهه نظري : تأسيس فكر الشخص نتيجة لتجاربه ومعلوماته  فيما يتناسب مع دينه ، ثقافته ، تربيته ،  و بيئته .

وحينما نريد التحدث عن الأدوات التي يقوم عليها البناء الفكري فهي :

 التربية ، الفطرة ، العبادة  ، القراءة ، الحوار ، التجارب ، والاستماع ، والمشاهدة .. الخ .

و لو اخذدنا محور كالتربية و سألنا انفسنا ماهو اثر التربية على البناء الفكري للفرد ؟

لتوصلنا الى ان التربية هي اساس تصرفات الإنسان ، وعلى اساسها يستطيع الفرد تصنيف الأمور والتعامل معها .

واهم مؤثرات البناء الفكري هي : العقل والمنطق وطباع الإنسان

يقول العلماء انه حينما يتناسب العقل والمنطق مع طباع الانسان فـ بهذه الحاله نحصل على بناء فكري سليم ، وحينما لا يتناسب فقد يكون لدينا خلل في البناء الفكري ، وفي الغالب فـ إن طباع الانسان لا تتناسب مع العقل والمنطق لان الانسان يتبع غرائزه و هواه مع اهمال العقل الذي يعد هو اساس كل فكر  ، و لا ينتصر العقل الى عند القادرين على التحكم برغباتهم .

علاقة / تأثير ظروف نشأة الفيلسوف على فلسفته

علاقة / تأثير ظروف نشأة الفيلسوف على فلسفته :

في  اطراف الكرة الارضية تتنوع الثقافات والمعتقدات ويختلف الاشخاص بعضهم عن بعض ، فكل فرد يحمل اخلاق ، دين ، طباع ، اهتمامات ، تفكير  مختلفة عن غيره ، وذلك يرجع الى البيئة /-و المجتمع الذي نشاء فيها الفرد ، ومدى تأثيرها عليه .

الدين:
يختلف الفيلسوف المسلم عن الفيلسوف ذو الديانة المختلفة ولو اتفقوا ، فكل منهم يحمل معتقدات مختلفة ، والفيلسوف المسلم قد تربطه بعض المسلمات التي يجب عليه ان لا يتعدها كوجود الله وماشابهه.

 وحينما الفت نظركم للفلاسفة فسترون ان كل فيلسوف مختلف برسالته وافكاره عن غيره, وذلك يعود الى  تأثره  بـ الحقبه التي عاش بها واهم قضاياها .

من الصعب علي ان اتحدث في مقال بسيط قصير عن تأثير نشأة الفيلسوف على فلسفته ولكن لو اخذنا افلاطون كـ مثال :

افلاطون فيلسوف يوناني قديم عاش من بين " 347 ق.م – 427 ق.م "  ويعتبر  من اهم واعظم الفلاسفة الذين مروا على الفلسلة الغربية ، ولد في اثينا ، وكان من عائلة   ارسطوقراطية  ، تميز بـ مخطوطاته التي جمعت زوايا المثلث """"" _الفن , والفلسفة , والشعر _ "

والتحق لـ التعلم على يد سقراط في العشرين من عمره 

لا يخفى علينا إن افلاطون نادى الى انشاء المدينة الفاضلة التي يحكمها العقل ، وذلك لـ تأثروه بالضروف التي عاشها استاذه سقراط " سقراط تعرض في حياته الى الظلم والإذلال ، واتهم باإفساد الشباب ، والإساءة الى التقاليد الدينية ، لذلك حكم عليه   بـ الإعدام " لم يرضى افلاطون على ماحدث من ظلم في حق استاذه فكان يعتقد ان لابد من نظام عادل يظمن حق الفرد وافكارة ، وكان يرى ان لابد ان تدخل الفلسفة في كل امور الحياة لاسيما السياسة واحكامها  .

يعد افلاطون اول فيلسوف طالب بإنشاء رياض الاطفال والمدارس المشتركة ، وكان له رؤيه ايجابية في الامور التي تخص المرأة ولا يمانع ان تحكم مثلها مثل الرجل ولكن بشرط ان تربى كـ تربيته .

فكل فيلسوف ينقل ماأثر فيه لو اتجهنا الى سقراط :

سنجد انه كان رجل منظم ، كانت احد رسائله  تصب في  ترتيب مفاهيم البشرية وتنظيمها ، ومن هذا المنطلق قام  بتاسيس علم "المنطق" ، حيث حدد قواعد دقيقة تجعل الاستنتاجات و البراهين مقبولة منطقيا .

لذلك المحيط والتربية لهم دور كبير فالذين عاشوا في عصر سقراط او افلاطون امتلكوا رؤية ومفاهيم مختلفه للحياة  وذلك يعود للحقبة المختلفه التي وجودوا فيها .

الفلسفة كعلم والفلسفة كنشاط

" ان الميزة الوحيدة اللازمة لكي يصبح الإنسان فيلسوفا جيدا هي قدرته على الدهشة "

ان العامل الأساسي الذي يعتمد عليه الفيلسوف في فلسفته هو طرح الاسئلة ، والقدرة الحقيقية على إبدأ اندهاشه حينما لا يتوقع منه احد ان يندهش ، فـ بدون طرح الاسئلة لا يعد الفيلسوف فيلسوفا .

الفلسفة اسلوب تفكير اكتشف في اليونان قبل 600 ق.م  و مصطلح فلسفة مقتبس من فيلوسوفيا والمقصود به " محب الحكمة " أو " طلب المعرفة " .

حينما نتحدث عن الفلسلفة فـ بالإمكان ان نقول هي القدرة على ايجاد المفاهيم ، او استخدام قدرات العقل والغوص في اعماق الاسئلة ، اختلف العلماء والفلاسفة على تحديد تعريف ثابت للفلسفة والبعض يعتقد انه لا يمكن للفلسفه ان تُعرف .  

حينما نسأل انفسنا على هل يمكن ان نمارس الفلسفة في عصرنا الحالي ؟!

فهنا نعود لنقول ان الفلسفة هي قمة استخدام قدراتنا العقلية ، فحينما نتوقف عن استخدام قدراتنا العقليه حينها يمكن لنا ان تقول اننا توقفنا عن استخدام الفلسفة  .

 تنقسم الفلسفة الى عصور ماقبل سقراط وعصور مابعد سقراط " سقراط : فيلسوف يوناني وهو اول من قام بـ استخدام اسلوب النقاش والحوار ، ودرس على يده العديد من الفلاسفة امثال افلاطون " اما الفلاسفة قبل سقراط كان تركيزهم على العالم ، وتسألاتهم تدور حول نشئته .

ولا ننكر بأن الفلسفة اخذت حيزا في الإسلام , ومن اهم فتراتها هي العهد الوسيط الإسلامي واهم مدارسها :

اولا :  المشائية " الارسطية" وأهم اعلامها :
- ابو نصر الفارابي .

- ابن سينا .

- ابو الوليد محمد بن رشد .

ثانيا : الإشراقية وأهم اعلامها :
- الإشراقي – الشهاب الوردي - .

ثالثا : مدرسة الحكمة المتعالية .

حينما نتسأل ما الفرق بين الفلسفة كعلم والفلسفة كنشاط فيمكن لنا انا نقول /

 الفلسفة كعلم :

هو التخصص في مجال الفلسفة والتفرغ لها بشكل كلي ،  والغوص في اعماقها ، وفهم ابعادها ووضع اساسيات لطريقة تفكرينا ، ومحاولة الربط بينها وبين الأحداث المحيطه بنا ولا ننكر ان الفلسفة كعلم هي من اهم العوامل  لتوسيع مداركنا .

الفلسفة كنشاط :

فهي التأمل في مخلوقات الله بمقدار العلم الذي نملكه ، معنى ذلك ان النشاط الفلسفي من شخص الى اخر يختلف بإختلاف العلم الذي يملكه الفرد ، وليس كل من قام بممارسة النشاط الفلسفي يطلق عليه مسمى فيلسوف ، فكل فرد منا قد يقوم بـ ممارسة النشاط الفلسفي من خلال يومه بدون ادراك لذلك . 

من وجهه نظري :الفلسفة كنشاط قائمة على الفلسفة كعلم ، فحينما نملك معلومات في مجالات متعدده ، يمكننا ان نرى ابعاد وعمق كل موضوع و يمكننا حينها ان نزاول النشاط الذي نريده بشكل اوسع  ،  وكذلك الفلسفة حينما ندرس تاريخها ونعي الغازها , سيساعدنا ذلك على طرح المزيد من التسؤولات التي  تعد هي اساس الفلسفة .