الأحد، 20 مايو 2012

اختيار التخصص



القضية المعاصرة :

يعاني الشباب العربي، من سوء شديد في عملية  التعرف على الذات وتحقيقها ، ودائما مايتردد على مسامعنا " انا حاس اني في المكان الخطأ " او " انا مو مستمتع بالعمل الي اقوم به " ويعود ذلك الى بدايات تأسيس المستقبل للفرد بشكل اخص حينما قام بـ اختيار تخصصه الجامعي الغير مناسب له . 

للاسف مازال العالم العربي يقيم التخصصات الجامعية  على حسب مسماها ، ويغض النظر عن التوافق بينها وبين اهتمامات الفرد ، فـ كلنا نشهد على المعاناة السنوية التي يمر بها  طالب الثانوية العامة حينما تحين ساعة الصفر و يكلف بـ اختيار تخصصه ،  فتجده يضع نصب عينه التخصصات التي سـ تُخرجه بـ لقب يسبق اسمه او ماشابه ..  او تقليد اعمى لما سبقوه ، وهذا التقليد يعتبر مذموم لان فيه محو لـ الشخصيات .

و بنظري يجب ان يفهم العالم العربي ان لا يوجد قسم فاشل ، لان الانسان هو الذي يصنع نفسه وليس قسمه الذي يصنعه .. ولا بد ان نأخذ بعين الاعتبار حاجة سوق العمل لـ التخصص ولكن ليس على حساب رغباتنا وميولنا ..

في كل مره نسيء اختيار تخصصاتنا فـ نحن نحرم انفسنا من الإنسجام الذاتي الذي نشعر فيه بتواجدنا بين حدود علم يعجبنا ، من كل  مره نسيء الاختيار فـ نحن نحرم انفسنا من لذه الانجاز والابداع التي قد تصدر مننا ..

وحينما نفكر بـ اعماق القضيه فبنظري هذي المشكله لا تعتمد على الطالب وحده ، بل  النظام التعليمي في الدولة ، والاسرة يُحملون الكثير من المسؤولية .
لو افتضرنا ان هناك نظام تعليمي مدروس يهيئ الطالب من بداية مراحل التعليم الثانوي على التجربة في مجالات مختلفه ويدرس في  كل سنة اساسيات علوم مختلفه   كـ الهندسة ، والفلسفة ، والفن ، والعلوم ، والادارة ، والكتابة ، والأدب ...الخ   ويركز على العامل العملي فيها كما يركز على العامل النظري ، بعد ذلك يكون بـ امكان الطالب بعد البحث والتجربه ان يختار تخصصه بطريقه سليمة ومناسبة له .
اذا كان صعب على الدولة ان تقوم بـ نظام تعلمي مشابها لما ذكرته ، فـ هنا ياتي دور الأسره فهي مكفلة على ان تساعد ابنها في اختيار تخصصه عن طريق اخضاعه من عمر مبكر في مجالات مختلفه ليتبين لهم وله ماهو ميوله واين تكمن نقاط قوته . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق